أكد وزيرا خارجية مصر والمملكة العربية السعودية الأحد، تطابق وجهات النظر بين القاهرة والرياض، بشأن “كافة القضايا الإقليمية”، وفي المقدمة منها الأزمة السورية، والتي أثير كثير من الجدل حيالها، خاصةً بعد التدخل العسكري الروسي لدعم نظام بشار الأسد.
وبعد مباحثات في القاهرة، دامت حوالي ساعتين ونصف، خرج وزير خارجية مصر، سامح شكري، ونظيره السعودي، عادل الجبير، لينهيا التكهنات التي راجت مؤخراً حول وجود خلافات بين القاهرة، التي أعلنت تأييدها للتدخل الروسي، والرياض التي تصر على أنه لا وجود للأسد بأي تسوية سياسية في سوريا.
واستهل شكري المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره السعودي، بالتأكيد على أنهما عقدا جلسة مشاورات موسعة، ضمت وفدي البلدين، “تركزت على مجمل العلاقات الثنائية، والرغبة المشتركة لتعزيز هذه العلاقات، وايجاد مجالات جديدة لتوثيقها، لاستخلاص المصلحة المشتركة.”
وأضاف أن اللقاء تناول أيضاً الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وآخر المستجدات بالنسبة للأزمة السورية، في ضوء نتائج “لقاء فيينا”، وكذلك الأوضاع في كل من اليمن وليبيا، ومجمل ما هو مرتبط بالأمن القومي، مشدداً على وجود توافق في الرؤى بين القاهرة والرياض.
وتابع الوزير المصري، وفق ما أورد موقع “أخبار مصر”، نقلاً عن وكالة الأنباء الرسمية، أنه “تم الاتفاق على أهمية أن يتم تناول قضية الأمن القومي العربي بما هو متوافر من مقدرات البلدين.. ولا نقبل المساس بالأمن القومي العربي من خارج هذا الإطار العربي”، على حد قوله.
كما أكد شكري أنه تم الاتفاق على “تفعيل وتيرة المشاورات السياسية” بين القاهرة والرياض، لافتاً إلي أنه سيتم الاسراع بذلك لكى تعقد بشكل ربع سنوي، أو بوتيرة أسرع وفقاً للاحتياج، لكى يكون هناك مزيد من تبادل وجهات النظر حيال القضايا التي تهم البلدين، “لأننا نشعر أننا بلد واحد ومصلحة مشتركة.”
تأتي زيارة وزير الخارجية السعودي للقاهرة وسط حديث متزايد في روسيا عن أن مصر يمكن أن تقوم بدور أوسع في “حشد” مختلف الأطراف العربية لدعم مقترحات روسية لإطلاق عملية سياسية في سوريا، تنهي الأزمة الطاحنة التي تعصف بالدولة العربية منذ ما يقرب من خمس سنوات.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أكد في اتصال هاتفي مع شكري، عقب مشاركة الأول في اجتماع فيينا، الذي ضم وزراء خارجية روسيا وأمريكا وتركيا والسعودية، على أهمية توسيع إطار الاجتماعات الخاصة بسوريا، لتشمل مصر، بالإضافة إلى إيران.
وأشار تلفزيون “روسيا اليوم” إلى أن الموقف السعودي “تبدل بعض الشيء” عقب زيارة الأسد لروسيا، وما دار في الاتصال الهاتفي، الذي أطلع فيه الرئيس فلاديمير بوتين، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، على ما جرى من مباحثات مع الرئيس السوري.
وأضاف أن “وجهات نظر السعودية ربما أصبحت أقرب كثيراً للموقف المصري، ولذا ظهر التنسيق بينهما ضرورياً، بعدما تسببت الأزمة السورية خلال الأسابيع الماضية بهوة بين البلدين.. حول حل الأزمة السورية وبقاء الأسد خلال المرحلة الانتقالية من عدمه”، بحسب التقرير.
ودك يوصلك كل جديد :
• تابعنا على التيلجرام اضغط هنا
• تابعنا على تويتر اضغط هنا