وقعت منظمة أوبك وكبار المنتجين المستقلين «ميثاق تعاون جديد»، يهدف إلى تنظيم آلية التعاون الدائم؛ حيث تم توقيع الوثيقة، اليوم الثلاثاء، خلال حفل قصير في مستهل اجتماع في مقر أوبك في فيينا، بحضور ممثلي الدول الأربع عشرة الأعضاء في أوبك والدول العشر المتحالفة معها (أوبك+) منذ 2016.
ومن شأن الميثاق الجديد، تنسيق مستوى الإنتاج والتأثير على أسعار النفط، وتمت الموافقة بالإجماع برفع الأيدي على الوثيقة التي وصفتها السعودية بأنها «تاريخية»، عقب اتفاق الدول الأعضاء في منظمة أوبك، أمس الإثنين، على تمديد اتفاق تخفيضات إنتاج النفط 9 أشهر.
وأكد مراقبون أن الميثاق الجديد بين أوبك وشركائها دليل واضح على الجهود التي تبذلها المنظمة؛ للحفاظ على مكانتها في السوق العالمية، التي تشهد تحولات بسبب زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي.
ويتجه تحالف «أوبك +»، اليوم، إلى التوافق على سقف الإنتاج، بمشاركة كازاخستان وماليزيا والمكسيك، يأتي هذا فيما استمر اجتماع أوبك، أمس الإثنين، نحو خمس ساعات حتى المساء؛ حيث ناقش الوزراء تفاصيل الميثاق الذى تم الإعلان عنه اليوم.
جاء ذلك، في وقت أعلنت وزارة الطافة الروسية، اليوم الثلاثاء، أنَّ إنتاج النفط اليومي ارتفع إلى 11.15 مليون برميل يوميًّا خلال شهر يونيو الماضي، بعدما سجّل 11.11 مليون برميل في مايو، ليظل أقل من الكمية المنصوص عليها في اتفاق خفض الإنتاج العالمي.
وسادت أجواء من التفاؤل بين الدول المشاركة في اجتماع الأمس والتي توافقت على مد العمل باتفاق خفض الإنتاج لمدة تسعة أشهر جديدة، وذلك بعدما عُقد اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بمراقبة خفض الإنتاج، برئاسة المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي ونظيره الروسي إلكسندر نوفاك وعضوية عدد من دول «أوبك» وخارجها.
وارتفع خام القياس العالمي برنت أكثر من 25% منذ بداية العام الجاري بعد أن شددت واشنطن العقوبات على فنزويلا وإيران عضوي أوبك؛ ما تسبب في انخفاض صادراتهما النفطية، لكنَّ المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي نتيجة النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين أصبحت تحديًّا جديدًا تواجهه «أوبك»، بحسب وكالة «رويترز».
وتأثَّر إنتاج النفط الروسي باكتشاف خام ملوث في شبكة خطوط الأنابيب دروجبا الروسية في أبريل الماضي؛ ما أدَّى إلى تعليق الصادرات من خلال الشبكة التي تمد أوروبا ودولًا أخرى، ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن شركة ترانسنفت التي تحتكر خطوط الأنابيب الروسية قولها، أمس الإثنين، إنّها استأنفت الإمدادات بالكامل عبر دروجبا.
وبموجب الاتفاق المبرم مع «أوبك» ومنتجي النفط الآخرين، وافقت روسيا على خفض الإنتاج 228 ألف برميل يوميًّا عن مستوى أكتوبر تشرين الأول، مما يعني إنتاجًا إجماليًّا يتراوح بين 11.17 و11.18 مليون برميل يوميًّا.
وكانت «أوبك» قد قررت تمديد اتفاقها لخفض إنتاج النفط لمدة تسعة أشهر أخرى، حتى مارس المقبل، وذلك بعد استمرار تصاعد التوترات في الشرق الأوسط والأزمة مع إيران بالإضافة إلى الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وقالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، إنّ بعد خمس ساعات من المشاحنات في العاصمة النمساوية فيينا، وافق أعضاء «أوبك»، مساء الإثنين، من حيث المبدأ، على إضفاء الطابع الرسمي على الميثاق مع الأعضاء من خارج أوبك، بما في ذلك روسيا، على الرغم من اعتراضات إيران التي أصرت على أن تصادق الحكومات الوطنية على الاتفاق.
بدورها، أعلنت طهران أنّه تقرر تمديد استثناء إيران من اتفاق خفض الإنتاج المبرم بين مجموعة الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج «أوبك».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال، السبت الماضي، إنه اتفق مع السعودية على تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية البالغة 1.2 مليون برميل يوميًّا، بما يعادل 1.2% من الطلب العالمي، حتى ديسمبر 2019 أو مارس 2020.
وأكَّد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح على هامش مشاركته في اجتماعات منظمة أوبك والمنتجين المستقلين في فيينا، أنَّ تمديد اتفاقية خفض إنتاج النفط سيكون على الأرجح لتسعة أشهر، وقال إنَّ أعضاء «أوبك» اتفقوا على ضرورة تمديد خفض الإنتاج، لكنَّهم لم يتخذوا قرارًا بشأن ما إذا كان لستة أو لتسعة أشهر.
وأضاف: «بالتأكيد هناك تمديد، ثمة إجماع يتشكل.. جميع من أتحدث إليهم يؤكدون أن الالتزام في النصف الثاني سيكون أكثر مما رأيناه في النصف الأول.. المملكة تُشدِّد إجراءات الأمن بعد الهجمات على مرافق نفطية، ونتعامل بجدية مع أمن إمدادات الطاقة».
وفيما أوضح الفالح أنّ الطلب على النفط تراجع لكنه لا يزال قويًّا، وأنَّ بقاء كميات الإنتاج كما هي يعد الخيار الأرجح، صرّح وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي: «نأمل في نتائج مثمرة.. نتوقع اجتماعات مثمرة توصلنا إلى قرار يعيد إلى السوق البترولية توازنها عند مستويات المخزون المطلوبة».
كما أوضح وزير النفط العراقي ثامر الغضبان أنَّه يتوقع تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي إلى ما بين ستة وتسعة أشهر.
أوبك توافق على تمديد خفض إمدادات النفط حتى مارس 2020
ارتفاع أسعار النفط مع قرار أوبك تمديد خفض الإنتاج
ودك يوصلك كل جديد :
• تابعنا على التيلجرام اضغط هنا
• تابعنا على تويتر اضغط هنا