سرني جدًا ما تضمنته المناهج التعليمية السعودية الجديدة من مواضيع تعيد الأمور إلى نصابها، وتسمي الأشياء بأسمائها، بعيدًا عن عواطف المؤدلجين الذي غيبوا قسرًا تاريخًا دمويًا واحتلالًا همجيًا عانى منه أجدادنا من قبل دولة بني عثمان.
نعم، لقد قاتل أجدادنا المحتل العثماني، ولم يسلِّموا له طيلة تاريخه، بل لا تكاد تمر حقبة من الزمن إلا وتجد مواجهة هنا أو مقاومة وثورة هناك، من نجد إلى الحجاز إلى الأحساء إلى عسير، وسالت دماؤهم الطاهرة على هذه الأرض، وواجهوا بسيوفهم وخيولهم وصدروهم العارية مدافع العثماني وبنادقه، دفاعًا عن حرياتهم وشرفهم وأرضهم.
المحتل العثماني لم يقدم لأجدادنا مدارس ولا مستشفيات ولا تنمية، بل أهمل حتى الحرمين الشريفين، ولم يقدم لهما طيلة سنوات احتلاله شيئًا يذكر، ولم يؤمن الطرق المؤدية إليهما، بل ولم يقم أي (خليفة) عثماني بزيارة الأماكن المقدسة لا في حجٍ ولا عمرةٍ ولا زيارة طيلة 700 عام.
والأمر لا يتعلق بالجزيرة العربية فقط، بل تم إهمال كافة الأقاليم العثمانية، حتى عمَّ الجهل وشاعت الخرافة وانتشر الفقر والجوع والمرض، ولم يبنِ العثمانيون في كافة الأقاليم سوى قلاع الجند المحصنة ليفرضوا سلطتهم وينهبوا خيرات تلك الأقاليم بقوة السلاح، ليبنوا بها قصورهم في الآستانة (أسطنبول) ويؤثثوها بآنية الذهب.
واليوم، يجب أن تعرف الأجيال الجديدة حقيقة العثمانيين، وتطّلع على حقائق التاريخ المجرد الذي أخفاه أصحاب النوايا السوداء، وطبلوا وزمروا لخلافة زائفة وخلفاء دمويين، قتل الابن منهم أباه وقتل الأخ أخاه وأفنى بعضهم أقاربه لكي ينفرد بالحكم، وتخلوا عن نصرة المسلمين في كل مكان، واستجلبوا اليهود إلى بلاد الشام، ومكنوهم من الأرض، وتخلوا عن بيت المقدس.
وبمناسبة بيت المقدس، فقد سرني أيضًا تناول المنهج للوثيقة المزورة ضد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، التي يدعي فيها أعراب الأمصار بأنه باع القضية الفلسطينية، لكي يفهم أبناؤنا وبشكل علمي وعملي حجم العداء الذي يكنه لنا بعضهم، ولكي يعرفوا موقف بلادهم الداعم لقضية القدس بلا حدود وبلا منّة منذ عهد المؤسس رحمه الله وإلى عهد الملك سلمان وولي عهده أطال الله في عمرهم.
ودك يوصلك كل جديد :
• تابعنا على التيلجرام اضغط هنا
• تابعنا على تويتر اضغط هنا