يشهد قطاع البناء في المملكة نموًا هائلاً وارتفاعًا كبيرًا في الطلب، يعززه دخول السعودية عالم تقنية البناء الحديث واعتبارها أساسًا جديدًا للمسكن العصري والحديث الذي يتوق إليه المواطن.
وتدعم تقنيات البناء العديد من الأهداف وتعمل على تحقيق “الرؤية” التي تعزز من رقمنة وحداثة المجتمع، فالتقنيات الآن وفقًا للجيل الرابع تستخدم الطباعة الثلاثية الأبعاد لبناء المنزل في عدة ساعات، إضافة إلى وجود تقنيات أخرى.
ودُشِّن مؤخرا بمدينة الطائف مشروع “مدينة الورود”، كإضافة كبيرة ومهمة لقطاع البناء، حيث يضم 4775 وحدة سكنية بتقنيات البناء الحديث، ويعدُّ من أكبر المشاريع العقارية في المملكة التي استخدمت التقنية، ووحداته بنماذج ومساحات متنوعة. وساهم في توفير فرص عمل للشباب السعودي، ما عزز من فوائد استخدام التقنية في تمكين رأس المال البشري.
ونُفِّذت الوحدات التي ضمتها “مدينة الورود” بتقنية القوالب النفقية، وهو نظام شدات جاهزة لصب العناصر الخرسانية المختلفة في المصنع أو في الموقع، وتُصنع من عدة مواد كالحديد والألمنيوم. وطُورت هذه القوالب لصب كلٍّ من الجدران والأسقف في وقت واحد؛ إذ يتميز هذا النظام بسرعة الإنجاز من خلال تقليص مراحل التنفيذ، مثل اللياسة للجدران والأسقف مع إمكانية استخدام القوالب لعدد كبير من المرات، وتساهم هذه التقنية في تقليل الهدر في المواد بنسبة 60%.
ورعت المشروع مبادرة “تحفيز تقنية البناء” وبذلت جهودًا كبيرة من أجل نجاحه، وقدمت لمطور المشروع عدة دورات تدريبية بالتعاون مع المعهد العقاري وساهمت في زيادة قدراته، كما عملت على ربط مطور مشروع مدينة الورود بأحد مزودي التقنية وتعريفه بالتقنيات المعتمدة لديها.
وسيؤدي تحول المملكة لتقنية البناء إلى تغير كبير وشامل في مفهوم السكن بما يجعله متاحًا للمواطن وفقًا لإمكانياته، وسيمثل فرصة كبيرة للنمو والتطوير العقاري تجعل المملكة رائدة فيه، خاصة أنها تعمل بكل جدية لتوطين صناعة تقنيات البناء لتكون مركزًا له في الشرق الأوسط، وهو ما سيمثل نهضة كبيرة للاقتصاد السعودي ودافعًا لإحداث تغيير في عالم العقار وتوفير الوظائف.
وتعمل المبادرة على رفع الطاقة الإنتاجية لمصانع البناء في المملكة، وتعزيز الاستفادة من المحتوى المحلي بنسبة 70%، وخلق 6 آلاف وظيفة للسعوديين، ورفع نسبة المساهمة للإنتاج المحلي الإجمالي لتصل إلى 80 مليار ريال سعودي، وتقليص تكلفة البناء بنسبة تتراوح بين 5% و20%، وتقليل زمن التنفيذ إلى أقل من 90 يومًا، وتحسين الجودة للوحدات السكنية ورفع مستوى الرضا.
يُذكر أن مبادرة “تحفيز تقنية البناء” هي إحدى مبادرات خطة تحفيز القطاع الخاص، ويشرف على تنفيذها برنامج الإسكان وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، وتهدف إلى نشر الاعتماد على تقنيات البناء وفق “رؤية 2030″، وتوطين صناعة تقنية البناء محليًا لتوفير وحدات سكنية بجودة عالية.
ودك يوصلك كل جديد :
• تابعنا على التيلجرام اضغط هنا
• تابعنا على تويتر اضغط هنا