توجت الاستقبالات الكبرى للملك سلمان بمجيء زعيم أكبر وأعظم دولة في العالم، وربما في التاريخ، وهي الولايات المتحدة الأمريكية. الدولة التي تمسك بالملفات والأزمات، والحليف الاستراتيجي للسعودية منذ عهد روزفلت والملك عبدالعزيز، أي منذ الأربعينيات وإلى الآن.
استقبال من ملك أكبر وأهم دولة إسلامية وعربية وهي السعودية، لزعيم أمريكا البلدة السينمائية الساحرة، حلم أحلام البشر بأن يذهبوا إليها ويسكنوا بها ويعملوا على أرضها. الصورة أبلغ من القول، ذلك أن الشراكة بين الدولتين ليس سببها النفط فقط، بل هناك شراكات أخرى، منها الأثر الذي تقوم به السعودية على المسلمين جميعا، والدور في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى قدرة السعودية الاستثنائية على القبض على ملفات المنطقة بكل أشكالها. الملك سلمان قالها «نحن دولة رجال قبل أن نكون دولة نفط»، وفي كلمة له قال: «نحن لسنا بالبترول، نحن بالرجال، نحن بقلب يمشي بالعقيدة، ثم بالرجال الذين سعوا وعملوا حتى توحدت هذه البلاد، وعلى رأسهم قائدهم وزعيمهم الملك عبدالعزيز.. لقد كان هدفه نشر الكتاب والسنة والتآخي»! السعودية دولة صانعة للأحداث، ومتحكمة بالمنعطفات في المنطقة، لقد أسهمت في إيقاف زحف المد الأصولي الكارثي بعد أحداث ما سمي بالربيع العربي، وهي قادرة على التأثير بأكثر من قضية كما فعلت مع لبنان وفلسطين وليبيا. والملك الراحل عبدالله ذكر مرارا أن النفط وسيلة وليس غاية، وإلا هناك دول عديدة تمتلك نفطا ثمينا فخما، لكنها لم تصل إلى ربع التأثير الاستراتيجي السعودي، أضرب مثلا بليبيا التي بقيت هامشية في أحداث العرب طوال أربعين عاما رغم أنها دولة تمتلك نفطا نقيا غاليا، غير أن النفط ليس كل شيء، بل بالقيادة التي تسير الأحداث، وتعتبر النفط وسيلة ضمن السياسات الاستراتيجية، وليس غاية بحد ذاته.
السعودية بالرجال، لا بالنفط والمال!